آراء ومقالاتالرئيسية

اترامب وقمة الأفارقة /جمال محمدن

سمعنا من مصادر متعددة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلتقى مع قادة خمس دول إفريقيةمطلع الأسبوع القادم فى قمة مصغرة فى هيئتها كبيرة فى معناهاوطموحهافماذا يريد رئيس أكبر دولة عالمية من رؤساء افارقة فى قارة تئن تحت وطأة الفقر والفساد والمحسوبية؟
إن الرئيس الأمريكى تاجر بالفطرة والطبع وجشع ،وقد استطاع فى أيام قليلة حصد مليارات الدولارات من ملوك وامراء الخليج وعاد بها إلى بلاده مزهو النفس ،فكم برأيكم سيحصد فى هذه القمة الإفريقية المصغرة؟
ما يهمنا فى هذه القمة بلدنا موريتانيا وماتزخر به من معادن ونفط وغاز، ونتساءل هل ستقدم لترامب على طبق من ذهب هذه الثروات؟ وماهو المقابل من هذه القمة، مع العلم أن الشركات فى بلدنا تستحوذ على نصيب الأسد من المعادن والغاز، وهناك شرائك أخرى ستدخل على الخط يمهد لها اترامب الطريق.
هل سينجح الرئيس غزواني فى جلب استثمارات كبيرة لبلاده وخدمات ترقى بالصحة والتعليم وبناء مؤسسات ديمقراطية كالتى فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وهل سيخفف الرئيس القيود على التآشر ويمنحة الإقامات للجالية الموريتانية العالقة فى أمريكا.
إن قمة بهذا الحجم مهمة جدا للقارة الإفريقي التى تعانى من ويلات الحروب والجهل وغياب الديمقراطية والحكامة الرشيدة. تحتاج القارة الإفريقيةحقا للإستفادة من التجربة الأمريكية فى الديمقراطية والاقتصاد والسياسة.
إن استدعاء الرئيس الأمريكى للقادة الأفارقة فى القمة المرتقبة ليس لسواد عيونهم قطعا ولاللديمقراطية المطبقة فى بلدانهم ،ولاكن للمزيد من الإستعمار الإقتصادى لهذه البلدان النامية والهيمنة عليها واستعمارها إقتصاديا فهى تمثل كنزا ومغنما للشركات الأمريكية التى تحاول السيطرة على الإقتصاد وتجفيف المنابع عن الروس والصين اللتان تحاولان الهيمنة على السوق الإفريقي من ذو عقود وجعله تحت رحمتها.
إن أفريقيا بمقدراتها الكبيرة ومواردها والتى تعجز هى عن استخراجها نتيجة لفشل انظمتها وسوء حكامتها،تمثل صرعا جيو سياسي للقوى المهيمنة فكل من هذه الدول العظمى تريدالإستئثار وغبن الأخرين،لتظل القارة فى سبات عميق تعيش على القروض والمنح والفساد الإداري والسياسي وتغرق فى وحل الديون،
إن حل مشاكل القارة الإفريقية وتحررها من القوى المهيمنة يكمن فى عدم تجاهل مفكيرها شبابها الأذكياء وعدم تهميشهم وتركهم يهاجرون،بل بخلق حكامة رشيدة وسياسة حكيمة وعدم الإقصاءوالتهميش لذوى العقول والألباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى