غلق مضيق هرمز اللحظة التي تكتب نهاية الإقتصاد العالمي/ محمد لمين بليلي


في تصريح أحدث دوّامة من القلق العالمي، أعلن عضو في البرلمان الإيراني اليوم أن طهران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز، لا يبدو هذا مجرد تهديد سياسي عابر في خضم التصعيد، بل خطوة مدروسة تحمل في طياتها احتمال انفجار شامل تتردد أصداؤه في كل قارة ومدينة وميناء حول العالم.
ما هو مضيق هرمز؟ ولماذا يرعب الجميع؟
يقع مضيق هرمز بين سلطنة عمان وإيران، ويعد الشريان الحيوي الأهم لتجارة الطاقة في العالم. أكثر من 20% من إمدادات النفط العالمية تمر عبره يوميا، ما يعادل حوالي 17 مليون برميل يوميا، هو المعبر الاستراتيجي الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي، وبالتالي بالعالم أجمع.
باختصار من يسيطر على هرمز، يضع يده على قلب الاقتصاد العالمي.
إغلاق هرمز أكثر من مجرد تصعيد عسكريغلق مضيق هرمز ليس مجرد إشارة لحرب بحرية إنه صفعة حادة على وجه العولمة، وزلزال اقتصادي قد يُطلق سلسلة من التفاعلات الخطيرة:
أسعار النفط ستنفجر، وقد تقفز إلى أرقام فلكية تتجاوز 200 دولار للبرميل في غضون أيام.
سلاسل الإمداد العالمية ستنهار، خاصة في آسيا وأوروبا التي تعتمد على نفط الخليج.
الأسواق العالمية ستترنح… وربما تنهار.
موجات تضخم وجوع واضطرابات سياسية قد تجتاح دولا كانت تحسب نفسها آمنة.
إنه ليس مجرد تهديد… بل زر إطلاق لانهيار عالمي متسلسل قد يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية والاقتصادية للعالم، وربما يخلق نظاما دوليا جديدا بالكامل.
حرب الممرات..عصر جديد من الصراع
إغلاق المضيق ليس فقط إعلان حرب… بل تحد مباشر للنظام الدولي القائم. فالسيطرة على ممرات الطاقة تعني امتلاك ورقة ضغط تجبر القوى الكبرى على إعادة التفكير في تحالفاتها، قواعدها العسكرية، وحتى خرائط مصالحها.
هل نحن بصدد بداية حرب الممرات البحرية؟ وهل سيكون مضيق هرمز أول ميدانها؟
👈إذا أُغلق المضيق، ستتحول مياه الخليج من ممر استراتيجي إلى فوهة بركان، حيث قد تتصارع الأساطيل، وتغرق الناقلات، وتُستهدف المنشآت
قد لا يُغلق مضيق هرمز غدًا. وقد تتراجع طهران، أو يُبرم اتفاق ما في اللحظة الأخيرة. لكن الاحتمال بات واقعيًا أكثر من أي وقت مضى.
ومع هذا التهديد، لم يعد السؤال: “متى تُقرع طبول الحرب؟” بل:
“هل العالم مهيأ لتلقي الضربة؟”
فالمضيق ليس مجرد ممر… إنه الزناد الذي قد يُطلق رصاصة النهاية لعصر كامل… وبداية عصر لا يشبه ما عرفناه من قبل.