الصحافة بين عشاءين/الإعلامي الشيخان سيدي


بين الصورتين 12 عاما جرت فيها مياه كثيرة وزادت مطالب وهموم الصحافة كما زادت تحدياتها.
حديث الطاولتين دار حول نفس الخطوط العريضة فيما تعلق بمطالب الصحفيين مع اختلاف كبير في محاور النقاش الأخرى.
في الصورة الأولى مثلا كان الحديث بين الزملاء عن جودة الإنتاج والدقة في اختيار زوايا المعالجة الصحفية وأهمية تنظيم مسابقات يتبارى فيها الصحفيون لإظهار إبداعهم؛ وكنت حينها حاصلا على جائزة أحسن عمل تلفزيوني في مسابقة نظمتها السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية 2012.
بينما في احتفالية البارحة كان الحديث بين جلساء الطاولة هزلي أكثر، لم يناقش مواضيع جدية تهم الصحافة؛ ركز على “اشراب عبدي” الذي سيمشي فيه معظم رفقاء الطاولة بسبب الضوابط المعتمدة في البطاقة الصحفية؛ وهي المعايير التي تقصي “صحافة المنصات” حسب تعبير أحد الجلساء.
بين البارحة وقبل 12 عاما كانت أبرز مطالب الصحفيين تراوح مكانها ورغم الجهود المتخذة خلال الأعوام الأخيرة؛ مازالت تنقية الحقل الصحفي مطلبا ملحا، بل صار أكثر إلحاحا، وما زالت قضية المتعاونين في الإعلام العمومي عالقة؛ ولا تزالت البطاقة المهنية مكسبا ينتظر تحقيقه على أرض الواقع.
الجديد في عيد الصحافة هذا العام أن المطالب القديمة الجديدة سلكت طريقها للتحقيق؛ فقبل أسبوع صدر مرسوم البطاقة الصحفية وهو ما يُنتظر أن يساهم في ضبط هذه المهنة التي تحولت بقدرة قادر إلى مهنة لمن لا مهنة له؛ ومنذ أشهر يتردد حديث رسمي عن قرب حل مشكل المتعاونين في مؤسسات الإعلام العمومي.
كما يستعد الصحفيون لبناء دار تجمع شتات الصحافة؛ وهي مطالب إن تحققت ستكون مكسبا للصحفيين ناضلوا عنه لسنوات؛ ولن ينسوا عهد الإنصاف الذي أعاد الأمل في تحقيقها.

الشيخان سيدي