آراء ومقالاتالرئيسية

المدير العام لمؤسسة تنفيذ الأشغال المنجرة بالمواد المحلية…تسيير محكم وأستراتجيات واعدة/ محمدن والد

تعتبر ممارسة البناء بالمواد المحلية مثل الحجارة والتربة والطين وغيرها من المواد الطبيعية موروثاً ثقافياً وحضارياً عريقاً، استخدم منذ قرون عديدة في تشييد المباني والمنازل، لما يتمتع به من خصائص فريدة ومزايا عديدة.
وفي ظل التطور العمراني والصناعي، عادت هذه الممارسة إلى الواجهة من جديد، وحظيت باهتمام كبير، نتيجة لما تقدمه من فوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية.
و لايخفى على أحد اليوم الاهتمام الكبير الذي توليه الدول الحديثة للبناء بالمواد المحلية، وما يلعبه في تقوية الاقتصاد بصفة عامة، ويمكن أن نناقش هذا الموضوع حسب المنهج الآتي:

أهمية البناء بالمواد المحلية: وتبرز على سبيل المثال للحصر في:
— تقليل الانبعاثات الكربونية: تعتبر المواد المحلية مواد طبيعية لا تتطلب الكثير من الطاقة لإنتاجها ونقلها، مما يقلل بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بصناعة مواد البناء التقليدية.
— الحفاظ على الموارد الطبيعية: تعتمد مواد البناء التقليدية على استخراج مواد أولية من الطبيعة، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور البيئة. بينما تعتمد المواد المحلية على المواد المتاحة محلياً، مما يحافظ على الموارد الطبيعية.
— التكيف مع البيئة المحلية: تتميز المواد المحلية بقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المحلية، مما يجعل المباني أكثر استدامة ومقاومة للتغيرات المناخية.
— توفير فرص العمل: يساهم البناء بالمواد المحلية في توفير فرص عمل محلية، مما يساعد على تنشيط الاقتصاد المحلي.
— سهولة التكاليف: تعتبر المواد المحلية أقل تكلفة من المواد التقليدية، وذلك ما يجعلها في متناول الجميع.
— دعم الاقتصاد المحلي: يشجع البناء بالمواد المحلية على دعم الاقتصاد المحلي من خلال شراء المواد من المنتجين المحليين.
— الحفاظ على التراث: يعكس البناء بالمواد المحلية هوية المجتمع المحلي وتراثه، ويساهم في الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.
— تعزيز الهوية المحلية: يمنح البناء بالمواد المحلية الشعور بالانتماء للمجتمع المحلي، ويعزز الروابط الاجتماعية بين أفراده.
— تحسين جودة الحياة: توفر المباني المصنوعة من المواد المحلية بيئة معيشية صحية ومريحة، تساهم في تحسين جودة الحياة.
— التنمية المستدامة: يساهم البناء بالمواد المحلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تقليل الفقر، وحماية البيئة، وتحسين جودة الحياة.
— الحد من الهجرة: يمكن للبناء بالمواد المحلية أن يسهم في الحد من الهجرة من المناطق الريفية إلى الحضر، من خلال توفير فرص عمل وبيئة معيشية أفضل في المناطق الريفية.
— تعزيز السياحة: يمكن للمباني المصنوعة من المواد المحلية أن تكون عامل جذب سياحي، يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.

التحديات التي تواجه البناء بالمواد المحلية: ومن أهمها:

— نقص المعرفة والخبرة: يعاني قطاع البناء بالمواد المحلية من نقص في المعرفة والخبرة اللازمة لتطوير وتطبيق تقنيات البناء.
— قلة الاستثمارات: لا يحظى قطاع البناء بالمواد المحلية بالاهمية الكافية من قبل الحكومات والمستثمرين.
— منافسة من المواد التقليدية: تواجه المواد المحلية منافسة شديدة من المواد التقليدية التي تتمتع بدعاية أكبر وتوافر أوسع.

واستشرافا لمستقبل البناء بالمواد المحلية اقول وبالله التوفيق إن هذا النوع من الاقتصاد يمثل فرصة حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة في البلدان النامية. وللاستفادة من هذه الفرصة، يجب على الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص العمل معاً على توفير الدعم اللازم لتطوير هذا القطاع وتشجيع استخدامه على نطاق واسع من خلال:
— دعم البحث والتطوير في مجال البناء بالمواد المحلية.
— توفير التدريب والتأهيل للعمالة في هذا المجال.
— تطوير التشريعات والقوانين التي تشجع على استخدام المواد المحلية في البناء.
— تخصيص ميزانيات لدعم المشاريع التي تعتمد على المواد المحلية.
— رفع الوعي بأهمية البناء بالمواد المحلية لدى الجمهور.
وختاما أود أن أشير إلى أن تجربتنا في موريتانيا المتمثلة في مؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية كانت محظوظة بخبرة ورؤية الخبير الاقتصادي العارف بتحديات مهمته، ومعالجتها بوضع الاستراتيجيات الناجعة، عندما اختارت السلطات العليا في البلد المهندس الشاب أحمد الطاهر خيار مديرا عاما لها والذي مثل بحق البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ( طموحي للوطن)
وهنا أدعو السلطات العليا في البلد إلى تبني رؤية المدير العام للمؤسسة التي حققت الكثير رغم الإكراهات والتحديات المتراكمة، وأن تدعم هذه الرافعة الاقتصادية الواعدة،
التي لاشك أن أقل يقال عنها أنها: وفرت العديد فرص العمل للشباب، وتميزت بسهولة التكاليف، وحافظت على تراث وهوية المجتمع الموريتاني…

محمدن والد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى