آراء ومقالاتالرئيسية

المهندس عابدين مرزوك:يكتب “طشه من لخبار أنا وبيرام “

.
بعد الانفتاح الديمقراطي الذي شهدته مورتانيا بإنتخاب الرئيس الراحل سيدى محمد ولد الشيخ عبدالله، و توجه سلطات البلد الى إرساء أسس دولة القانون و المساواة، و انصاف المغبونين فرح العديد من الكوادر الوطنية بميلاد أمل كبير فى تغيير جذري فى العقليات و الممارسات السياسية و الإجتماعية. و فجأة ، و في غفلة من الزمن ، ودون تاريخ معروف في النضال، تفاجأ الكثيرون بظهور برام الداه اعبيد و بروزه فى الساحة الحقوقية و خاصة فى فيلم تحرير هابي رباح ( من إنتاج ARTE تحت عنوان صياد العبيد) مبعوثا من طرف اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تحت قيادة الراحل محمد سعيد ولد همدي الذي عينه مستشارا له. بالمناسبة أشير هنا الى أن الصحفية الفرنسية سيلفى جانو ( Silvie Janeau) تواصلت معى قبل رحلتها الى مورتانيا لنبحث لها عن رقم الرئيس مسعود بولخير و اخباره أنها على وشك السفر الى انواكشوط و تريد مقابلته (طبعا كان هاذا خطة لتوهيم السلطات عن رحلة تحرير هابي). حصلت لها على هاتف العميد مسعود و اخبرته بقدومها ثم اتصلت بالرئيس ببكر مسعود (رئيس نجدة العبيد) و طلبت منه مرافقتها الى حيث شاءت و ان لا يتركها عرضة لتضليل السلطات و مغالطتها بمعلومات غير صحيحة.
فى ذالك الوقت كنت مع آخرين ضمن مجلس التقويم لحركة ضمير و مقاومة، و ناقشنا موضوع دعمنا “للظاهرة الجديدة” برام الداه اعبيد. و حصل الإتفاق على ان أتصل به أنا و الرفيق المهندس بلا تورى و رفيق ثالف ( توقف بعد فترة قليلة لعدم اقتناعه بالظاهرة الجديدة) كنا على اتصال به أنا من الخارج و بلا تورى من الداخل. اذكر من المجموعة المرحوم احمد تتاه الذي نصحنا بالتأنى و الحذر من بعض الأمور التى كنا نجهلها تماما. دارت الايام و علت اصوات النضال و ظننا أننا وجدنا الرجل المناسب و “مرفودنا” القادر على حمل مشروع ثورى سيوصلنا الى اهدافنا و على رأسها تغيير مورتانيا حقوقيا و اجتماعيا ، ثم سياسيا و تسييرا للبلد فى ظروف ديمقراطية متحضرة. حصلت نفس النظرة عند آخرين كثر، شبابا و شيبا فاصبحت حركة إيرا مأوى كل من يطمح الى التغيير الجذري.

فعلا كان طموحنا ان نصنع زعيما لكل الموريتانيين. اجتمعنا حوله و نحن عصبة وبمرور الزمن اكتشفنا ضعف همته و تهوره و حبه لذاته إلى حد العشق و التماهي و تعلقه بملذات الدنيا: نصحناه و زجرناه و عاتبناه و شجعناه – مبالغين كثيرا احيانا – و لكننا فشلنا في تغيير طبيعة الرجل. قدمنا الملفات المبالغ فيها ، و حصل من خلالها على جوائز دولية كانت فاتحتها حائزة فايمر الألمانية و نهايتها جائزة حقوق الانسان الأممية .. لكنه أراد لنفسه غير ذلك، و هو أن يكون زعيم قوم أشرار تنشر بينها عقيدة تقديس الشخص و سوء المعاملة إتجاه المخالفين فى الرأي و منطق التخوين و الاحتقار.
نعم، نجح فى هذا النوع من الزعامة بل إنه وفق فيه وحتى انه نقله إلى قبة البرلمان من خلال شخوص لا تؤمن الا به .
ابتداء من المشاركة فى انتخابات 2014 ظهر لنا ان مشروعنا يسير على طريق غير الذي توقعناه و مآله الفشل و أننا كنا نهرول وراء ماء السراب و الوهم. سنة 2016 جاءت عملية كزرة بوعماتو و ما تلاها من خلافات و تناقضات.
أكبر دليل على فشلنا فى تحقيق مشروعنا هو أننا تركنا مشروعنا الذي بذلنا فيه كل ثمين و توالت انسحابات شخصيات كانت كبيرة الوزن النضالي فى الحركة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
الاستاذ ابراهيم بلال رمظان
د. محمد باب سعيد
د. احمد عمو ولد المصطفى
المهندس عبد الله بابا سي
الصحفي كامارا سيدي موسى
أ. أوتوما سوماري
الكاتب الصحفي محمد فال سيدي ميله
د. الشيخ عبد الأحد
ذ. عبد الرحمن ولد ديحي
المهندس بالا توري
المهندس محمد جار الله
السيناتور يوسف سيلا
د. السعد ولد لوليد
ذ. محمد ولد الداتي
النائب كمبا دادا كان
الصحفي عبيد ولد إميجن
د. اعلي ولد رافع
الأستاذ : محمد رازگه
حننا ولد أمبيريك
يعقوب ولد يعقوب
يعقوب ولد السالك
خدي منت الكيحل
اعبيد ولد بلال
التراد زيد
حمزه جعفر
بوبكرن عبد الكريم
لحبوس ولد عمر
الداه ولد ابراهيم
مولاي مسعود
مصطفى نزيه بلال
و طبعا لا أنسى بقية الاخوة الذين التحقوا بنا او خلفونا و حاولوا مثلنا رفع السقف و فشلوا فى صنع زعيم وطني يمثل الجميع و يحمل هم الجميع.
اليوم اصبحت ساحة النضال مليئة بالسموم و كلام السوء، و تخوين الاخوة و خلق العداوات بينهم، خاصة مكون لحراطين. المحامى الشاب العيد محمذن امبارك ، الذي دافع عن المناضلين، نال نصيبه من التشويه و ذالك عندما اظهر2017 نيته دخول المعترك السياسي و كونه شخصية معروفة و محبوبة لدى طيف كبير من كل مكونات الوطن.
كما قلت فى كتابة قديمة ان قطار الحركة ايرا يسير، نعم، لكن اقولها اليوم، ان كل من يركب فيه سينزل منه يوما ما غير نادم و قد اكتشف حقيقة مرة: أن سائق القطار لا يبحث عن من ينوى الوصول معه بسلام، بل يبحث عن من ينعش له حلقة سفر، زغردة و طربا و تطبيلا، و فى الحقيقة لا يراد لها أن تصل !
الصورة مع الرئيس ببكر مسعود و جمال اليسع فى البرلمان الاروبي نهاية 2004 فى مؤتمر نظمته ضمير و مقاومة عن الوضع الساسي فى مورتانيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى