من ديوان مقايسات أخرى للشاعر الشاب/الشبخ نوح


مَنْفِيا..!
.
.
تغريبةٌ للريح تنحتُ شكلَهُ
حتى استوى جسدا
يُغادر ظلّهُ..
هذا الصداعُ برأسه
وطنٌ غزا جوعُ الجراد حقوله
فاحتلّهُ!
هو هكذا يمشي على
أنقاضهِ
كتفاهُ تابوتٌ تعوَّد حملهُ
مُذ أودع المرآة آخر نظرة
ورأى امتدادَ الكون
منفًى كلهُ…
جفَّت قصائدُه التي
لم تكتمل
في غيمها امرأةٌ تبلِّل رملَهُ
وحَشَا
الحقائبَ بالخسارات
التي تنتابه
ومضى يَجرجر ليلَهُ..
يُصغي لأرصفة الفراغ…
وصمتُها
يلتفُّ حبلا من ضجيج حولَهُ
والشارعُ المتشائبُ استرخى على
إيقاع خطوٍ للغياب
أحلَّهُ.
يتأوه الأسفلتُ تحت حذائه
فيصوغُ
من وجع الصدى دربا لهُ
غمزتْه أضواءُ المطار
وتمتمت:
بلدٌ يُهرّب للمتاهة أهلَهُ!
وهناك..
في الوجع الجديد
مُعلقٌ
هو بين شك واحتمال
ملَّهُ
متوضئ بالذكريات..
صلاته
سفرٌ إلى ما ليس يُدرِك نيلَهُ
يستلُّ من جدلِ السجائر
والصّدى
وطنًا
إذا ما احتاج أن يستلَّهُ..!
يرتاد قهوته فتعكس رغوةٌ
في كوبها
وجهًا وحيدا مثلَهُ
الوقتُ في دمه انتظارٌ
طاعنٌ
في اللاوصول وعزلةٌ
تتألّهُ!
رؤياهُ
من وطن الغياب يصوغها
وإذا انتمى
صار المدى وطنًا لهُ
ما للمرايا والنبيذ إذا رأى
خانا رُؤاه
ولم يخونا قبلَهُ؟
أوكلما احتاج الضياعُ
لمعبر
مدّ الجسور إلى الضياع ودلَّهُ؟!
27-04-2016
من ديوان “مقايسات أخرى. للجهة السابعة”