يلاحظ المتتبع للشأن الوطنى الإهتمام الزائد من طرف الخليجين والأمريكيين وغيرهم بموريتانيا البلد الفقير الذى يقع فى المنكب البرزخى للقارة السمراء فما هو سر هذا الأهتمام المتزايد بهذا البلد النامي؟
إن التقدم الحضارى للأمم فرض نوعا جديدا من الإستعمار بعد الحرب الباردة وتداعياتها وأنقسام العالم الى معسكرات وتحالفات جديدة كان أستخدام الدبلوماسية الناعمة نوعا من الغطاء علىالأستعمارالجديد. فقد عرف العالم وشاهد مافعلته الحربين العالميتين فى الإنسان وما خلفته من دمار.فبعد ان تحررت الشعوب من قبضة المستعمرين وبدأت فى بناء دولها وترميم ما خلفه ذالك الدمار .قررت الدول العظمى وغيرها من الدول السيطرة إعادة الأستعمار فى ثوب جديد ومقبول ولن يرفضه أحد من خلاال المنح والقروض للدول النامية والمنظمات العالمية .وكانت هذه الدول متعطشة للمال لحل أزماتها للخروج من الأحوال الإقتصادية السيئة التى خلفها المستعمر.فى حين ان القروض التى تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة مثل السم فى العسل فسيكون وراءها تحكم تام وسيطرة فى إقتصادات الدول النامية .وقد كانت موريتانيا من ضمن المخطط الذى يستهدف ل الهيمنة على الثروات والموانئ البحرية والمطارات فهي تربط القارة الافريقية بجارتها الأوربية ومعبر قديم للتجارة العالمية ووجهة للمهاجرين نحو القارة العجوز وبالتالى السيطرة على موريتانيا تعنى السيطرة على القارة السوداء .ولذلك نرى الشركات الأجنبية وغيرها فى مجال التعدين والثروة السمكية وغيرها تتسابق من أجل الحصول على أكبر قدر من الثروة عن طريق العملاء لهذه الدول مثل الشركات وغيرها .وزداد التنافس عند أكتشاف الغاز وغيره من الثروات .فكانت الحرب على الأرهاب هي الغطاء الكبير.
لهيمنة الدول الكبرى ودخولها لأراضى الغير لمراقبة الثروة وطرح خطط ناجعة للأستيلاء عليها دون ضجيج.
جمال محمدن