اللغة التي يستحقها الأسد
سياسات التقارب أو التطبيع أو الانفتاح التي بدأتها تركيا مؤخرا، مع دول كانت لديها مشاكل معها لسنوات، هي انعكاس لنهجها حسن النية، وحرصها على السلام والاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة. فسيف الإسكندر الأكبر لا يستطيع أن يقدم الحلول عندما تتحول مشكلة استعصت على الحل لفترة طويلة في المنطقة إلى عقدة. وإذا اتخذت العقدة شكلا يعجز السيف عن التعامل معه، يجب عندئذ تجربة طرق أخرى.
تحقيق العدالة هو الخيار المثالي، ولكن إذا لم يكن ممكنا تنفيذ العقوبة الضرورية لتحقيق العدالة، وإذا لم تتوفر القوة التي يتطلبها إنفاذ هذه العقوبة، فيجب البحث عن طرق أخرى لفك العقدة. والبديل سيكون هو الخيار السياسي، وهو حل يتطلب شجاعة خاصة في هذه المرحلة، لوضع القضية على مسار دبلوماسي ناجع.
وقد أظهر الرئيس رجب طيب أردوغان في الآونة الأخيرة شجاعة لفتح مسارات دبلوماسية بديلة مع دول عديدة. وهو عمل ليس سهلا إذا أخذنا في الاعتبار ما شهدته العلاقات مع تلك الدول في السنوات الأخيرة من توتر بفعل مواقف عدائية متتالية وسجالات لفظية حادة. لكن، إذا لم تؤخذ في الاعتبار تعقيدات المشهد والعقبات التي نواجهها، فستصبح المنطقة أكثر عرضة لأشكال التدخلات الخارجية، وهو خطر لا تواجهه تركيا وحدها، بل كل شعوب المنطقة.
المبادرات التي بدأتها تركيا مع دول الخليج العربية أصبحت في مسارها، ويمكن إنشاء عالم أفضل بكثير في المنطقة بالتعاون مع هذه البلدان، بل إن العالم الإسلامي كله سيتأثر إيجابيا بهذا التقارب والتعاون في حل المشكلات.
المصدر:الجزيرة