مونودراما الصحراء سردية /الشاعر الشيخ نوح
.
.

عكّازها الريح.. قبل الرمل والعطب
إن هرَّب الغاب موسيقاه في القصب
كل الأباريق شاب الشاي في فمها
وشايُها في فم الإبريق لم يشب
رخُّ الجنوب على الأكتاف تحمله
مذ كان فرخ احتمالات من الزغب
فكيف جاعت ترى.. وهي التي قدما
كانت تقايض مُدّ الملح بالذهب؟!
عشرون “تانيت” في صلصالها وئدت
لما أنوثتُها ثارت على النقب…
للبرد فيها مساميرٌ وأوردة
في جلدها الرخو بين اللحم والعصب!
مفتوحةٌ عطشا في الأفق.. يقرؤه
بوذا الحقول كما دارما من السحب
يضيق عنها مشاع الماء إن ظمئت
في أي ما مطر للغيم مُرتكب..,
فستانها الأصفر الرملي فصلها
طبق الخرافات في أقدارها العلب
شهيدةٌ في حروب الماء أجمعها
ولا رواء لإسماعيل في القرب!
هذا السراب زمانٌ سائل.. شرقتْ
به وما شربت من سيله الكذب
كم أرْشفتْها طقوسُ الحر في دمها
قبل اشتهاء جنون النار للخشب!
حناؤها لغط المارين.. ما خضبوا
في جدبها المر غير الملح والندب
أكلما انتحب الأطفال هدهدهم
موسى المجازات بالكاكاو والرطب..؟
أكلما احتست النيران بيرتها
كان الدخان صدًى من دهشة الحطب..؟!
مذ أمعنت ظمأ للآن ما فتئت
تبكي زجاجاتها في مأتم العنب…
مذ أطلق الجوع في الصحراء ضحكته
والفقه يطعمها اللاخبز في الخطب!
.
.
إبريل 2018