تآزر “أين وصلت جهود القضاء على التفاوت والتخفيف من تبعات الجائحة؟/اموه احمدناه
بأحد الأحياء البسيطة في عرفات تقطن عائلة أحمد الدين المكونة من ثمانية أشخاص،تاسعهم الأمل في الحصول على ما يساعد في التخفيف من تبعات جائحة كورونا،خاصة بعد أن زارتهم بعثة من طرف الحكومة وسجلت أسماء أفراد الأسرة حيث يقولون:
“أتانا أشخاص قدموا أنفسهم على أنهم من المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء تآزر وكتبوا أسماء كل أفراد الأسرة،وقد أخبرونا عن قدوم المساعدات في القريب العاجل،فأحسسنا بالأمل وراودنا شعور بالارتياح،كان ذلك قبل سنة من الآن أو أكثر،ورغم مرور كل هذه الفترة الزمنية فإن أحدا لم يسأل عنا حتى اليوم،ولم تأتنا أي مساعدة مادية كانت أو غذائية،لكن مع الأيام فقدنا الأمل على قارعة الانتظار الطويل”.
في عام 2019 تم بموجب مرسوم صادر عن رئاسة الجمهورية الموريتانية تأسيس إدارة مهام تدعى المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء تآزر،ضمن الجهود المبذولة لمكافحة التفاوت والفقر،بغلاف مالي قدره مائتي مليار أوقية قديمة خلال السنوات الخمس الأولى،وفي مؤتمرها الصحافي لتقديم الحصيلة أكد المندوب محمد عالي سيدي محمد أن تآزر في هذا الصدد شيدت أكثر من 70 منشأة تعليمية مع إطلاق برنامج وطني للتغذية المدرسية وتجهيز 21 نقطة صحية،بالإضافة إلى تأمين 78000 أسرة،غير أن هذا التأمين يتطلب جهدا حسب ما ذهبت إليه خدي كامارا معلية أسرة قد فقدت البصر منذ أمد حيث تقول:
“بفضل بعض المعارف استفدت من المبالغ المخصصة للدعم والمقدمة من لدن تآزر،وقد زاروني هنا في عريشي ووقفوا على حالتي التي تغني عن السؤال،وقد كانت الاستفادة على شكل مبلغ قدره 1000 آلاف أوقية قديمة (28 دولار) تدفع شهريا،وأحيانا بعد شهرين،وصحيح أنها لم تكن بمستوى سقف الآمال،لكنها تساعد وإن بشكل ضئيل في بعض المصاريف اليومية”.
أحمد سالم بده مدير السجل الاجتماعي ونظم المعلومات بتآزر يؤكد أنه في الموجة الأولى من الجائحة وزعت المندوبية السلات الغذائية في نواكشوط على 20241 أسرة بغلاف مالي يزيد على 400 مليون أوقية وعن الموجة الثانية والثالثة يضيف:
“شملت التدخلات التوزيعات النقدية على جميع التراب الوطني،حيث حصلت الأسرة الواحدة على مبلغ 25000 ألف أوقية قديمة(حوالي 70 دولار)،وقد أسهم بكل تأكيد في التخفيف من جائحة كورونا،مع العلم أن الاستفادة تمت بطرق شفافة وواضحة توخى القائمون عليها الحياد،والطرق التي تمت بها موجودة ويمكن للجميع الاطلاع عليها في أي وقت”.
في الموجات المتلاحقة من الوباء العالمي دار الكثير من الحديث عن تدخلات تآزر،هذا التدخلات التي يصفها الناشط الحقوقي إبراهيم بلال رمضان بالارتجالية والفوضى مضيفا:
“الطريقة التي اعتمدتها تآزر كانت انتقائية وتشوبها المحسوبية في أحايين كثيرة،والحقيقة أنني أعارض تقسيم المبالغ إذ أعده عملا غير تنموي ويتنافى مع التنمية المستدامة،وأعرف الكثير من الناس في الحي الذي أقطن فيه لم يصلهم تدخل تآزر ومساعداتها سواء المادية أو الغذائية،ما يعني أنها لم تتبع منهجا محكما ولا مدروسا،وحسب ما وصلني فقد أعادت للخزينة 23 مليار في عام 2020 و18 مليار عام 2021 فكيف تكون هذه العائدات مع أن البلد يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر”.
بحسب بعض الإحصائيات فإن نسبة الفقر في موريتانيا وصلت 31%،وهي فئة من فئات المجتمع كان لها النصيب الأوفر من التأثيرات التي نتجت عن كوفيد 19،مع عمل تآزر بحسب القائمين عليها على تمويل 2300 مشروع مدر للدخل،بمبلغ مالي وصل ملياري وثلاث مائة مليون أوقية قديمة،على أمل أن يستفيد منها أكثر من 10 آلاف مواطن،ومع ذلك فإن المواطنة فاطمة لكور السيدة الستينية التي تقطن عريشا بأحد أطراف المدينة تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تحصل فيه على مساعدات المندوبية إذ تقول:
“مع بداية الجائحة كنا نرى التوزيعات تقسم على الناس ليلا،ولم يحدث أن حصلنا على أي نوع من هذه التوزيعات،وقد زارتنا فرقة أخذوا أسماء أفراد الأسرة ووعدوا بالعودة،لكن ذلك لم يحدث بتاتا،وهذه فرصة لنذكر الجهات المختصة بضرورة مد يد المساعدة”.
وردا على السؤال حول ذات الأمر يقول مدير السجل الاجتماعي بتآزر:
“صحيح أن البعثات سجلت الكثير من الأسر التي قد تصنف على أنها فقيرة،لكننا اعتمدنا سياسة واضحة الأولوية فيها للأكثر فقرا وحاجة،بالاعتماد على نظم معلومات دقيق وشفاف”.
يؤكد القائمون على المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء تآزر العمل جاهدا على مساعدة الفئات الهشة من المجتمع،وتوفير كافة وسائل الحياة الكريمة،وإن كانت هناك أعداد كبيرة من هذه الفئات تنتظر دورها في الحصول على الدعم وإن طال الانتظار.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.