بعيدا عن السياسة قريبا من الأدب
تعود صديقي الأديب المرحوم باب ول هدار ان يحج كل سنة الى قرى ايمراكن …سياحة وطلبا للصحة منطقة “”ءاكنيتير “” التي تدثر أغلب المصائد كثبان رملية عالية تتوسطها عيون غائرة وتمتد من قرية “” توليت “” 90 كلم شمال انواكشوط على الشاطئ الي مشارف سهول “” تجريت “” المصطبغة بحمرة الأفق عند “ءاكويج تن براهيم ” 160كلم على طريق انواذيب….
مرتفعات “ءاكنيتير ” احد أذرعة المجابات الكبري التي تتساوق وتتسابق في رحلة أبدية تنتهي بمعانقة موج البحر.
هذه المنطقة عندما تستقبل فصل الشتاء بعد موسم خريف جيد تتحول الى بسط خضر مطرزة بنواوير ” تلبوت ، ونسيل ، وسردوم ، وتجاوه “وقليل من ” ءاسكاف “وكثير من اصبط تغازلها اغصان ” ءاتيل ” السرح ” والتمات ” السلم التي تتناثر بشكل فوضوي في الوهاد وعلى أكتاف الكثبان.
في هذه الفترة أيضا تبدء جحافل “ازول ” سمك البوري في هجرتها السنوية السرمدية نحو الجنوب موذنة بانطلاق موسم التحوات.
هذه الفرصة لم يكن الأديب يفوتها على نفسه فكان دائما في طليعة المحوتين ويشفع ذالك بالتوجه إلى ” لكسوبات ” رعاة الإبل والاستمتاع بلبن ” لمحينات ” الذي يشكل بعد ” دهن ازول ” ” لورديناص ” الوصفة الأفضل للتخلص من كل الامراض والتربع على عرش الصحة….
مرة اتفقت وصديقي باب علي ” مكعدت “كاف ” كالتالي : ذاك ” انكم ” اعلب اجدور @ ذاك اذيك ” اصلين ” فقال احدنا :
كوم اجهر يالعكل ءاميور * سغم ادرس ساكن فين * ذاك ” انكم ” اعلب اجدور * ذاك أذيك ” اصليين * وقال الآخر :
بايح فين رد اسرور * بين ذ الأرض الزين * ذاك ” انكم اعلب اجدور * ذاك أذيك اصليين *
ولكم أن تحزروا قائل كل كاف .
حادثة أخرى طريفة فقد دعاني باب مرة لقضاء أيام معه في قرية لمحيجرات وقد اختار الأديب بناء خيمة على بعد أميال من القرية يأوي إليها مع الليل تحاشيا لرطوبة ” تلامايت ” وصخب موج البحر وضجيج المحوتين أقام الخيمة على طريق انواذيب واذكر أنا ذات ليلة كنا نستمع لشريط للمرحومة ديمي تغني فيه بكاف للأمير الدان :
لازم من ملك لمر @ راهي تل افتكانت @
يسو عانت فيه القدره @ وسو فيه الم عانت@
كنا نقول يظن البعض ان هذ الكاف يحتاج الي بعض التهذيب فقلت لباب الأمير ذكر انه ملتزم بهذا اللقاء سواء حصل او لم يحصل وفجأة توقفت سيارة ونزل منها شاب بزي غربي وتسريحة تسمى وقتها ” بنانه” فسلم بأدب وذكر أنه متوجه الي انواذيب ويريد ان يأخذ قسطا من الراحة عرضنا عليه الشاي والأكل فرفض وعدنا الي حديثنا عن الكاف فتدخل الشاب وقال القدرة بطحاء بتكانت والأمير يخشى ان تسيل فتسد الطريق عجبنا لمظهر الشاب الذي لا يوحي بثقافة شعبية وتفاءلنا خيرا لشبابنا….
منقول